الطماطم تحت أنياب توتا!
كما كان متوقعا وصل إلي الأراضي المصرية ذلك البلاء المسمي بحشرة توتا أبسلوتا التي تسببت في خسائر كبيرة في محصول الطماطم، انتقلت انتقال المارد من أمريكا الوسطي إلي أمريكا الجنوبية و منها لأسبانيا ثم فرنسا و بريطانيا و سويسرا و المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا ثم حطت رحالها بمصر ، مصر التي هزمت التتار تقف اليوم أمام حشرة صغيرة اسمها توتا!
و توتا أبسولوتا هي حشرة صغيرة جدا، ليلية، سريعة الطيران والحركة والانتشار، موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية، وتتغذى على جميع أجزاء نبات الطماطم و تسبب الدمار للمحصول و نبات الطماطم هو العائل الأساسي للحشرة و لكنها تهاجم أيضا البطاطا و الباذنجان و الفلفل و غيرها من الخضروات بصورة اقل!
كنا نظن أن الذبابة البيضاء هي العدو الأول للطماطم حيث تسبب خسائر فادحة في محصول الطماطم يقدر بنحو65% من الإنتاج و تصل في بعض العروات إلي أكثر من90%, و ذلك بسبب نقلها لمرض "تجعد أوراق الطماطم الأصفر" و قد أمكن التغلب عليها ببرامج المقاومة المحكمة و لكن بدخول الحشرة الجديدة أصبح الوضع خطير جدا لأنها لا يوجد لها أي أعداء طبيعية فهي فقط تتغذي و تتكاثر و لأنها آفة عالميه لا حدود لها، ، فهي فراشة صغيرة يمكن أن تطير لمسافات طويلة تحملها الرياح و إصاباتها لنبات الطماطم تقلل الإنتاج بنسبة 100%!
و في دراسات استكشافية لوحظ أن بعض المنتحيين أمكنهم التحكم في الإصابة باستخدام برامج المكافحة الموصي بها لمكافحة الحشرات المماثلة, مثل دودة ورقة القطن و ديدان اللوز , و ثبت من الدراسة أن المزارع التي طبقت برامج المكافحة حدث بها إصابة محدودة , بلغت نحو4%, و ينصح منتجوا الطماطم بأن يبدءوا بالمكافحة بالمبيدات عند ظهور الإصابة و لو بنسبة1% في الحقل حتى يتم القضاء علي فقس البيض قبل أن تقوم الحشرة بحفر أنفاقها في الأوراق و السيقان و إذا حدث فلن يصل المبيد لها , و ينصح بالرش من10 إلي15 يوما علي أن يتم التوقف بفترة مناسبة قبل الجمع!
و تبقي الكارثة علي صحة الإنسان من الاستخدام المفرط للمبيدات بشكل لن يتخيله احد ، لذا فإنني أنصح بعدم تناول ثمار الطماطم خاصة عند ارتفاع سعرها بشكل مبالغ فيه حيث أنها غير صالحه للاستهلاك الآدمي حيث ترش بالمبيدات يوميا و أثناء نضجها و بأنواع من المبيدات مجهولة و ممنوع تداولها و لا ندري كيف دخلت إلي السوق المصري! من اجل الربح الوفير حيث يصل سعر كيلو الطماطم إلي سعر خيالي و يبلغ ربح الفدان الواحد من الطماطم ما يتعدى المائة ألف جنيه لمن حالفة الحظ! فلا شيء يهم! فشل كبدي أو كلوي أو تسمم أو سرطان... لا يهم حيث ماتت الضمائر أما بريق الذهب!
و الحقيقة العلمية الباقية هي أن تلك الحشرة قد اكتسبت مقاومة لفعل جميع المبيدات الحشرية الجهازيه و غير الجهازية ، التي استعملت عليها سابقا ، كما أن الأنفاق التي تسببها اليرقة تحميها من المبيدات فتبقي آمنه سالمة بينما يضرب صاحب الحقل رأسه في الحائط...
و بالبحث العلمي الذي لا تقدره بلادنا وجد الحل الأكيد الذي يهتم في المقام الأول بصحة الإنسان و كان باستعمال الفرمونات التي تعتبر الوسيلة الآمنة على المدى البعيد و القريب حيث ينصح باستخدام المصايد الفيرمونية, الجاذبة و القاتلة للذكور و بالتالي منع تخصيب البيض مع تقييم مدي كثافة و انتشار الآفة, و يمكن استخدام المصايد للمكافحة بمعدل من2 إلي4 مصايد للفدان.
د. أحمد مصطفي كمال
مركز البحوث الزراعية
. مركز البحوث الزراعية