من أشعل النار؟
غرقت سفينة في عرض البحر و نجا منها رجل ألقت به الأمواج على شاطئ جزيرة مهجورة و ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى تذكر الله و حمده و شكر فضله و سأله المعونة و أن ينجيه و مرت الأيام...
و كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الجزيرة القليلة و يصطاده من طيورها صعبه المنال و يشرب من جدول قليل الماء و ينام في كوخ قديم وجده علي الجزيرة يحتمي فيه من برد الليل و هجير النهار و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول في الجزيرة ريثما ينضج طعامه الموضوع علي الموقد و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار قد التهمت الكوخ و ما حوله فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق و كل مئونتي ذهبت، لم يعد يتبقى لى شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان و الآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه! لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟
و نام الرجل من الحزن و الهم هو جائع و أصبح الصباح فإذ بمن يوقظه من نومه و يقول له: أنت من أشعل هذه النار؟ لقد رأينا دخاناً يصدر من الجزيرة فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ؟
و نجا الرجل و علم أن كل قضاء الله خير و سبحان صاحب التدبير.
أحمد مصطفي كمال