سر شجرة الجميز - غذاء و دواء و هواء
هي ثمرة الفاكهة الوحيدة التي لا ترش بالمبيدات أو تسمد بالأسمدة الكيماوية
هي شجرة كبيرة يكثر زراعتها في الريف المصري و هي من الأشجار المثمرة، موطنها الأصلي الشرق الأوسط و اسمها العلميFicus sycamorus و أقْدَمُ شَجَرة جِميز في العالم تُوجَدُ فِي مِصْر فِي ضَاحية المَطَريّة شَمَال القَاهِرَة حيث يصِلُ عُمْرُهَا لأكْثَر مِنْ ألفي عام و تُعْرُف باسْم " شَجَرة مَريم و يُقَال إنّها أظَلَتْ السَيِدة العَذْراَء و السَيدَ المَسِيح عليه السلام عِنْدما شرفا مصر بالزيارة!
و تنتشر هذه الشجرة في أنحاء كثيرة من العالم و في الولايات المتحدة يصل عمرها 500-600 سنة. و هي من أكبر الأشجار و تزرع في الساحات و المتنزهات لروعه منظرها و قيمتها في تنسيق الحدائق! و لأنها تتكيف بشكل كبير مع المدن! و هي الأشجار الأكثر شيوعا في بروكلين! و لأنها تعمل علي تنقيه الهواء و تطلق كمية كبيره من الاكسجين!
و هي شجرة مثمرة، تبدأ بإعطاء ثمارها بعد حوالي 5 سنوات من زراعتها و تحْمِل الثمار عَلي هَيئَة مجَمْوعَات فِي فُروعٍ خَاصّة، تَخْرجُ مِنْ الأفْرُع الرئيسية و لابُد مِنْ قَطْع الثَمرَة أو شَقّهَا قَبلَ أكْلِهَا بَخْمسَة أيَامٍ عَلَي الأقل حتى تكْتَسبَ الطَعْمَ السُكَري المَقْبُول، و تتكاثر شجرة الجميز بالعقلة حيث تؤخذ عقل من أي فرع في النبات أو فرع كامل أحيانا يزيد عن 1 متر و يتم غرسه في فصل الشتاء لينموا بعد ذلك و يصبح شجرة كما هو الحال في التين، و لإنتاج الشتلات يمكن أخذ عقل طرفية بطول 20سم و يتم غمسها في هرومون IBA و زراعتها!
و ثمار الجميز تشبه إلى حد ما ثمار التين، ولكنها أرق منها كثيراً و لا يوجد في الثمرة بذور مثل التين و هي حلوة المذاق و صفراء مائلة للاحمرار و يفرز النبات سائلا لبنيا غزيرا له استعمالات طبية.
و تحتوي ثمار الجميز على سكر الفاكهة الفركتوز بشكل رئيسي و فلافونيات من أهمها الفيكوسين و البيرجابتين و فيتامينات عديدة أهمها فيتامين ج و إنزيمات هاضمة و ثمار الجميز غنية بعنصر الزنك الذي يساعد على تقوية الجهاز المناعي للإنسان، و إعادة الخصوبة و لهذه الثمار قدرة كبيرة على معالجة فقدان الشهية و التئام الجروح.
القيمة الطبية للجميز!
الطب الفرعوني:
• استعملت العصارة اللبنية لشجرة الجميز لعلاج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية و علاج لسعات العقارب و لدغات الثعابين و استخدم كمسهل و ملين للمعدة و الأمعاء و علاج لالتهاب اللثة و قد استعمل عصير الثمار لعلاج أمراض الكبد و النزلات المعوية و مرض الإسقربوط.
الطب العربي:
• قال بن سينا: الجميز في لبنة قوة ملينة محللة للدم جداً و هي ملحمة للجراحات العسيرة وكذلك يحلل الأورام العسرة، نافع من الاقشعرار و كذلك نافع للسع الحشرات شراباً و طلاء!
• أما ابن بيطار فقد قال: يستخرج في أيام الربيع من هذه الشجرة لبنا قبل أن تثمر و يجفف و يقرص و يخزن في إناء من خزف و يستخدم كملين و لازق للجروح و محلل للأورام العسرة التحليل و قد يشرب و يتمسح به لنهش الهوام و وجع الطحال و وجع المعدة و الاقشعرار، إذا طبخت ثمره نفع لمن كان محروراً و نافعً من السعال المزمن و رقه إذا سحق و شرب منه على الريق نفع في الإسهال الذي عجز عنه المعالجون.
• أما داود الأنطاكي فقال: ينفع من أوجاع الصدر والسعال ويصلح الكلى ويذهب الوسواس، يقطع الإسهال و يسقط الجنين و يدر الطمث وورقه يقطع الإسهال و يمنع القروح الساعية و الأكلة و رماد حطبه يمنع القروح ذروراً و إذا رضت أوراقه و أطرافه الفضة و ثمرته الناضجة و طبخ الكل حتى ينهري وصفي و أضيف له السكر و أخذ لعوقاً كان جيداً لا مثل له لعلاج السعال المزمن و عسر النفس و الربو و يصفي الصوت.
الطب الحديث:
• اثبت العلم الحديث فوائد لبن الجميز في علاج مرض الصدفية و بعض الأمراض الجلدية الأخرى على شكل دهان موضعي، حيث أن لبن الجميز يحتوي على المضادات الحيوية القادرة على إبادة الجراثيم ومواد أخرى تساعد على التئام الجروح، هذا بجانب تأثير تناول الجميز عن طريق الفم كملين و منبه جيد للمعدة و الأمعاء ومطهر للنزلات المعوية وطارد للغازات وفي علاج التهابات اللثة لذا تستعمل ثمار الجميز الطازجة أكلا لعلاج النزلات المعوية و انتفاخ البطن و الإمساك بتناول المريض كوباً من عصير الثمار صباحاً على الريق و بمضغ ثمار الجميز لأطول فترة ممكنة في الفم أو استعمال عصيرها كمضمضة تعالج التهابات اللثة ، أما لعلاج مرض الصدفية و القوباء و لتطهير الجروح و القروح و سرعة التئامها فتستعمل شرائح ثمار الجميز الناضجة على هيئة ضمادات فوق مكان الإصابة و أيضاً لبن الجميز على شكل دهان موضعي.
القيمة الاقتصادية:
تعتبر شجرة الجميز ثروة نباتية ثمينة لإقامة المراعي و منع التصحر و انجراف التربة ، حيث تتحمل ظروف ندرة الماء و هي شجرة تكاد تثمر سبع مرات في العام! و بمحصول وفيره و بجودة عاليه رغم الظروفها الغير مواتية التي تواجهها من عدم اعتناء او رعاية أو نقص ماء و عدم تسميد أو أمراض و آفات لا يتحملها بات آخر!
و هي ثمرة الفاكهة الوحيدة التي لا ترش بالمبيدات أو تسمد بالأسمدة الكيماوية، فهي عضوية بنسبة 100% بلا شك و بلا ريب !
كما أن أوراقها و ثمارها المجففة تعتبر علف رائع للمواشي و الأغنام و كذلك تصلح الثمار كعلف للأسماك!
و خَشَب شَجَرة الجميز هو معجز في حد ذاته حيث يتميز بالخَفه و مقَاوِمة المَاء لمُدّة طَويلَة في آن واحد ، لذَلِك يُصْنَع مِنْه المَراكبُ و سُفنُ الصَيْد و الأدوات الزِراعيّة المُلاصِقَة للمَاء مثل السواقي، كَمَا صُنْعِت مِنْ اخشاب الجميز تَوابِيت قُدَماء المِصْرِيين لمقاومتها لعامل الزمن!
.... إنها كنز يجب أن يستغل!
د/ احمد مصطفي كمال
مركز البحوث الزراعية
